مسؤولة أممية تدعو لإشراك النساء في رسم مستقبل السودان
مسؤولة أممية تدعو لإشراك النساء في رسم مستقبل السودان
أكدت عضوة بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن السودان، منى رشماوي، أهمية تمكين النساء السودانيات من المشاركة في المفاوضات حول مستقبل السودان، مشددة على ضرورة وجودهن في مواقع اتخاذ القرار لضمان أن تسهم تجاربهن وآراؤهن في تشكيل ملامح المستقبل.
ووصفت المسؤولة الأممية، في تصريحات لموقع الأمم المتحدة أمس السبت، هذه الجرائم بأنها منتشرة ولكنها محاطة بتعتيم ثقافي واجتماعي يمنع الضحايا من الإفصاح عنها.
وسلط تقرير حديث صادر عن بعثة الأمم المتحدة الضوء على انتهاكات جسيمة ضد المدنيين، حيث توفرت أدلة معقولة على أن هذه الانتهاكات تشمل التعذيب، والاغتصاب، والاستعباد الجنسي، والاضطهاد على أسس عرقية وجنسية.
استهداف النساء والفتيات
أوضح التقرير أن النساء والفتيات يتعرضن بشكل منهجي للعنف الجنسي، بما في ذلك الاغتصاب الجماعي، والاختطاف، والاستعباد الجنسي، وهو ما يزيد من معاناة المجتمعات المتأثرة بالنزاع المستمر منذ 19 شهرًا.
وأكدت رشماوي، أن السودان يواجه أزمة غذائية عميقة، حيث أدت الحرب إلى تهجير المزارعين وترك الأراضي الزراعية غير مستغلة، ما أضر بالأمن الغذائي في بلد يمتلك إمكانيات زراعية كبيرة.
وأشارت إلى صعوبات الوصول إلى المناطق المتضررة مثل الفاشر، حيث تعيق الطرق الوعرة والهجمات المسلحة عمليات إيصال المساعدات الإنسانية.
معاناة المدنيين
مع تهجير أكثر من 11 مليون شخص داخل وخارج السودان، وترك نحو 24.8 مليون شخص بحاجة إلى المساعدات، تفاقمت الأوضاع الإنسانية بشكل مقلق.
وشددت المسؤولة الأممية، على أن المساعدات الإنسانية وحدها ليست كافية لمعالجة الأزمة، بل يجب إنهاء الحرب لتحقيق الاستقرار.
وطالبت رشماوي بفتح فرص للحوار بين أطراف الصراع، مؤكدة ضرورة التوصل إلى تفاهمات لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين، معتبرة أن استمرار الصراع يزيد من معاناة المدنيين، وأن السودان بحاجة إلى رؤية موحدة تبرز التنوع كقوة لبناء مستقبل مستدام.
المساءلة عن الجرائم
دعت المسؤولة الأممية إلى محاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتُكبت بحق المدنيين، مشيرة إلى أن هذه الجرائم لا يمكن السكوت عنها، وأن استمرار الوضع الحالي غير مقبول.
مع استمرار الصراع في السودان، تظل دعوات الأمم المتحدة لوقف الحرب وحماية المدنيين بمثابة صرخة إنسانية ملحة، وبالنظر إلى الموارد والإمكانات التي يمتلكها السودان، يبقى الأمل قائمًا لتحقيق السلام وإعادة بناء البلاد على أسس العدالة والمساواة.